وأغمي عليه مرة فلده أهله فلما أفاق كره ذلك منهم وكان إلى جواره قدح
فيه ماء يغمس فيه يده ثم يمسح وجهه بالماء ويقول:اللهم أعنى على سكرة
الموت
أبو بكر يصلى بالناس
قالت عائشة : لما استuز برسول الله صلى الله عليه و سلم قال مروا أبا بكر فليصل بالناس
فقالت عائشة : يا نبي الله إن أبا بكر رجل رقيق ضعيف الصوت كثير البكاء إذا قرأ القرآن
فقال : مروه فليصل بالناس
قالت : فعدت بمثل قولى
فقال الرسول : إنكن صواحب يوسف فمروه فليصل بالناس
قالت
: فوالله ما أقول ذلك إلا أنى كنت أحب أن يصرف ذلك عن أبى بكر وعرفت أن
الناس لا يحبون رجلا قام مقامه أبدا، وأن الناس سيتشاءمون به فى كل حدث
كان فكنت احب أن يصرف ذلك عن أبى بكر
وصلى أبو بكر بالناس سبع عشرة
صلاة كما ذكر الوافدي ، وذكر عكرمة انه صلى بهم ثلاثة أيام وهذه الأيام
التي تخلف فيها النبي عن إمامة الصلاة كانت من أشد الأيام ثقلاً عليه
اليوم الذى قبض فيه الرسول
وظل
أبو بكر يصلى بالمسلمين حتى إذا كان يوم الاثنين الذى قبض الله فيه رسوله
خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم عاصباً رأسه وهم يصلون الصبح فلما رآه
المسلمون أفسحوا له مكانا فعرف أبو بكر أن الناس لم يصنعوا ذلك إلا لرسول
الله صلى الله عليه و سلم فنكص عن مصلاه فدفع رسول الله ظهره وقال: صل
بالناس وجلس رسول الله إلى جنبه فصلى قاعدا عن يمين أبى بكر فلما فرغ من
الصلاة أقبل على الناس فكلمهم رافعاً صوته حتى خرج صوته من باب المسجد
يقول
أيها الناس ، سعرت النار ، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم،
وإنى والله ما تمسكون علي بشئ، إنى لم أحل إلا ما أحل القرآن ، ولم أحرم
إلا ما حرم القرآن فلما فرغ رسول الله من كلامه
قال له أبو بكر : يا نبي الله إنى أراك قد أصبحت بنعمة من الله وفضل كما تحب ، واليوم يوم بنت خارجة أفآتها ؟
قال : نعم
ثم
دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم وخرج أبو بكر إلي أهله بالسخ (من ضواحى
المدينة) وانصرف الناس وهم يظنون أن رسول الله قد أفاق من وجعه
وهكذا
ظل الرسول صلى الله عليه و سلم حتى اللحظة الأخيرة من حياته حريصا علي نصح
أمته معلم القلب بشئونها موضحا لها طريق الاسلام ومعالمه محذرا لها من كل
إنحراف أو ضلال
قالت عائشة رضى الله عنها : وعاد رسول الله من
المسجد فاضطجع في حجرى ودخل علي رجل من آل أبي بكر وفى يده سواك أخضر فنظر
رسول الله إليه فى يده نظرا عرفت أنه يريده..فأخذته منه فمضخته حتى لينته
ثم أعطيته إياه، فاستن به كأشد ما رأيته يستن قط ثم وضعه، ووجدت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يثقل في حجرى فذهبت أنظر إلى وجهه فإذا بصره قد شخص
وهو يقول : بل الرفيق الأعلى من الجنة فقلت : خيرت فاخترت والذى بعثك
بالحق
وقبض رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم الاثنين الثانى عشر من ربيع الأول سنة إحدى عشر للهجرة على أرجح الأقوال
وهكذا
فارق الرسول العظيم دنياه ولحق بمولاه بعد أن بلغ الرسالة، وأدى الأمانة،
وجاهد فى الله حق جهاده، وخلق من الشعب العربي شعباً جديداً كان له أعظم
الأثر فى تغير وجه التاريخ الإنسانى
وقد نزلت وفاة رسول الله صلى
الله عليه و سلم على الصحابة كالصاعقة، فأصيبوا بذهول شديد هز كيانهم وحجب
عنهم إدراك هذه الحقيقة القاسية. حقيقة أن الحياة مهما طالت لابد لها من
نهاية وأن العمر مهما امتد فلابد من الموت وأن بني البشر مع هذه الحقيقة
سواء قال تعالى لرسوله : {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}سورة
الزمر - آية 30 ولنا أن نتصور مبلغ الأسى واللوعة التى شملت المسلمين في
هذا اليوم الحزين حتى أنهم لا يدرون ماذا يفعلون، ومن ذلك ما صنعه عمر بن
الخطاب رضى الله عنه فى هذا اليوم وهو المعروف بقوته وشجاعته وثباته
فقد
أنكر على من قال : مات رسول الله وخرج إلى المسجد وخطب الناس وقال "إن
رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد توفى وإن
رسول الله ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران فقد غاب عن
قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات ووالله ليرجعن رسول الله
كما رجع موسى فليقطعن أيدى رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم مات
وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه رجل الساعة حقا فقد
أقبل من منزله حين بلغه الخبر حتى نزل على باب المسجد وعمر يكلم الناس فلم
يلتفت إلى شئ حتى دخل على رسول الله في بيت عائشة وهو مسجى (مغطى ببرد)
فكشف عن وجهه الكريم فقبله ثم قال : بأبى أنت وأمى أما الموته التى كتب
الله عليك فقد ذقتها ثم لن يصيبك بعدها موت أبداً ورد البرد علي وجهه صلى
الله عليه و سلم ثم خرج وعمر ما زال يكلم الناس فقال : على رسلك يا عمر
فأنصت لكن عمر ظل مهتاجا مندفعا في كلامه فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل
على الناس فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا عمر، فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال: أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمد قد مات ومن كان يعبد
الله فان الله حي لا يموت ثم تلا هذه الآية : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ
رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ
انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ
فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}سورة ال
العمران - آية 144
يقول من شهد هذا الموقف: والله لكأن الناس لم
يعلموا أن هذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر يومئذ وأخذها الناس عن أبى
بكر فإنما هى في أفواههم ويقول عمر عن نفسه حينئذ : والله ما هو إلا أن
سمعت أبا بكر تلاها فعقرت (تحيرت ودهشت) حتى وقعت إلى الأرض وما تحملني
رجلاي وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد مات
وهكذا عاد
المسلمون إلى رشدهم وسلوا بقضاء الله الذى لا مرد له، واستطاع الرجال
الكبار الذين رباهم الرسول صلى الله عليه و سلم ليتحملوا الأمانة من بعده
أن يواجهوا الموقف بثبات وحكمة فبايعوا أبا بكر الصديق رضى الله عنه
بالخلافة، وأقاموا بتجهيز رسول الله صلى الله عليه و سلم ودفنه واختلفوا
في موضع دفنه أيدفن في مسجده ؟ أم في بيته ؟ فقال لهم أبو بكر الصديق إنى
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض
فرفع فراشه الذي قبض عليه وحفر تحته ودخل الناس أفواجا للصلاة عليه الرجال
ثم النساء ثم الصبيان لا يؤم أحد أحداً
وبذلك بدأت حقبة جديدة في
تاريخ الدولة الإسلامية هي ما نسميها بعصر "الخلفاء الراشدين" وقد استطاع
هؤلاء الخلفاء الراشدون أن يحملوا الأمانة بعد نبيهم وأن يواصلوا الجهاد
ضد أعداء الإسلام وأن يفتحوا أرض الله الواسعة لينشروا بين جنباتها كلمة
التوحيد والهداية ولسوف يبقى دين الإسلام بمشيئة الله تعالي ما بقيت
السموات والأرض ولسوف تستمر تعاليم رسول الله صلى الله عليه و سلم التى
قضى حياته فى سبيل نشرها و الدعوة إليها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا بنبينا وأن يجعله شفيعاً لنا يوم لا
ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وصلى الله على سيدنا محمد
كلما ذكره الذاكرون وغفل عنه الغافلون
وصف الرسول صلى الله عليه و سلم
الحقيقة
انى قد حزنت حزناً شديداً عندما سمعت أية فى القرأن الكريم يقول تعالى {
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ
أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ
يَعْلَمُون َ} (146) سورة البقرة و تفسير هذة الأية ان اليهود يعرفون
الرسول و صفاته كما يعرفون ابنائهم او اشد من ذلك و نحن أمة محمد لا نعرف
شكلة ولا صفاته و لا نسبة , فقررت ان اضع هذا الموضوع لعل الجميع يستفيد و
لأن رسول الله قال : (( من رأنى فى المنام فقد رأنى حقاً )) فيجب علينا ان
نعرف شكل الرسول و نسبه لكى نكون على نور و هداية من الله تعالى لعل الله
تعالى يبشرنا به فى منامنا او يبشرنا بقدومه لنا يوم القيامه ليدخلنا
الجنه إن شاء الله , نبدأ بأسم النبى ( الإسم بالكامل )) (( محمد بن عبد
الله بن عبد المطلب بن هاشم بن قصى بن كلاب بن مُره بن كعب بن لؤى بن غالب
بن فهر بن عدنان بن اسماعيل بن ابراهيم عليه السلام )) , و لم يكن محمد هو
الأسم الوحيد للرسول فقد قال فى حديث يروية البخارى (( إن لى أسماء انا
محمد و انا احمد و انا الماحى و انا الحاشر و انا العاقب )) , محمد : من
صفة الحمد أى هو ما يُحمد على أفعالة فيحُمد فيحُمد اكثر و اكثر فصار
محمداً , أحمد : هى صفة تفضيل أى احمد الحامدين لأنه ما حمد الله أحد
كأحمد , الماحى : هو الذى يمحو الله به الكفر فمن أتبع سنه النبى محا الله
له كفرة و سيئاتة , الحاشر : هو الذى يُحشر الناس خلفه يوم القيامة و هو
اول من يتقدم من الناس و اول من يشفع للناس و اول من يفتح له ابواب الجنه
و اول من يدخل الجنه فيكون جميع الناس ورائه , العاقب : أى