- ذكر محمد في الأمم السابقة وفي إنجيل برنابا:
انه لا يوجد ادنى شك ان الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم ) قد ذكر في الكتب السماوية السابقة بشكل كبير و انه لا يوجد رسول أو نبي أمة من تلك الأمم السابقة إلا و يعرفه جد المعرفة خاصة ما نعرفه من كتاب الله القرآن الكريم عن ما احتوته التوراة و الانجيل و كيف بشر عيسى نبي الله (عليه السلام) قومه بمجيء محمد و أن كل من ينكر وجوده من بعد ما جاءه العلم فقد كفر و خرج من دين الله للبشر...
و ربما يستغرب البعض من اهل الكتاب: و لكننا لا نجد ذكر محمد في كتابنا المقدس فكيف نؤمن به؟؟
و الجواب جد واضح و بسيط و لا يخفى على قلب يبحث عن نور الله..ان محمدا(صلى الله عليه سلم ) قد ذكر في التوراة والإنجيل بشكل جد كبير و بتفاصيل جد دقيقة بحيث لا يستطيع أحد من البشر ان يكذب او ينكر وجوده و حتى ان موسى و عيسى (عليهما السلام )كانا يبشران بقدومه اينما ذهبوا...و لكن وبعد انتقال موسى وعيسى و مع مرور الأزمان والسنين و لان الله سبحانه وتعالى لم يختص هذه الكتب السماوية بالحفظ و مع مادية البشر فقد تعرضت هذه الكتب السماوية الى التحريف , و لم يختص هذا التحريف بزمان أو مكان فقد كان في كل مرة يحرف محتواه دون ان يحرف اسمه حتى في زمننا الحالي فهو يحرف عن ما احتوته كلمات الله دون ان يشار الى ذلك بل تجدهم يضعون له شعارات غريبة تنافي و تستر ما اقدموا عليه من افعال كقول (( كلام الهي من صنع البشر، صحيح هو يغير و ينقح و لكن المحتوى لم يتغير ، ان الكتاب المقدس حقا كلام معصوم !! ،نعم هو محرف لكنه نقي و طاهر... !! و بأي لغة تتحدثون ؟؟)) ، و لهذا نقولها لكل كتابي لا تنتظر ان يتوقف التحريف في المستقبل، فالتحريف يبقى مستمر !!..لماذا ؟؟ - لانهم وببساطة يعلنون انه(التحريف أو كما يفضلون له اسم التنقيح ) لا يغير شيء من كتاب الله المقدس و انه وحي ..و كأنما الوحي عندهم لا يختص بالانبياء و الرسل بل بعامة الناس !!، أو و كأنما الوحي عندهم لم يتوقف بعد صلب المسيح لذا لا نلوم من ادعى النبوة بعده و اخذ يخوض في كتابهم ويغير كلمات الله والوصايا الى كلماته هو واقتراحاته كما فعل الكثيرين مثل بولس الذي حول الخلاص ليس كما قالها المسيح بحفظ الوصايا بل بالإيمان بموت المسيح على الصليب !! ...
وقد يسأل آخر ؛ اذا فهل انت يا مسلم لا تؤمن بان الكتاب المقدس كلام الله؟, اذا فكيف تقول انه يحتوي على ذكر محمد ؟؟,نقول بلا ..!.. الله انزل التوراة و الانجيل و الزبور...و نحن نؤمن بها و نؤمن أيضا انه لم يختصها بالحفظ لذا نجدها الان لا توجد طبعة تشبه الاخرى !!وهذا لايخفي على احد .و لانقول بان كل المحتوى قد تغير كذلك بل نقول (الأغلبية العظمى) ، لان التحريف لا يحصل عشوائيا فهم يغيرون ويخفون في اغلب الأحيان ما إن بقي هددهم بالاختفاء كذكر مجيء الشريعة و الكتاب المهيمن و الرسول الخاتم محمد بن عبد الله و كل هذا في قالب العصمة من عند الله وحده – و -إن أعاد السؤال يكون الجواب ؛ولكن ,أي كتاب مقدس ؟؟,و ما هو الكتاب المقدس أولا ؟؟ قد يقول هو كلام الله ! – و الجواب أنت لا تعرف الكتاب المقدس إذا !! .
إذا تصفحت جيدا الكتاب المقدس بجدية لوجدت انه خليط بين كلام الله و كلام الأنبياء و كلام أشخاص آخرين يدعون في اغلب الأحيان انهم الحواريين ولكنهم في اغلب الأحيان هم أشخاص مجهولون !.فهلا استطعت ان تستخرج كلام الله منهما.. ؟؟.
و اذا تصفحت جيدا أزمان الكتب و المؤلفين لوجدت انهم يبعدون كل البعد عن زمن الانبياء و المسيح عليهم السلام كذلك و إن رأيت عدد المؤلفات للكتاب المقدس لما وجدت انه كتاب واحد كما يسمونه بل عشرات الآلاف لا تشبه نسخة الاخرى و يحتوى من التناقضات ما يبرهن انه ليس له مصدر إيحاء واحد أي انه لم يأتي من ذات إلهية مائة بالمائة لان الله منزه عن الخطأ و النسيان..إذا فهذا ؛ما هو إلا دخول نصوص أخرى دخيلة ليس لها علاقة بالوحي الإلهي ...
و إذا نظرت للمحتوى لعله يأتي بنتيجة لوجدت فعلا ان هناك كلمات يتضح انها لله و اخرى للمسيح و الانبياء السابقين تتحدت عن رسالة إلهية ،لكن و للاسف الاغلبية العظمى ؛ معادلات لامنطقية غير مفهومة ليس لها حل أبدا كقاعدة التثليث و سلسلة انساب غامضة و متناقضة في ما بينها و قصص اغلبها غير تامة وحكايات غريزية اغلبها عن زنى المحارم و خرافات كانت تشيع بين أوساط الجهلة في الماضي و أحكام تشريعية لا تصلح لبناء إنسان أو مجتمع (كشرب الخمر في الاعياد الدينية !وكم من شخص كان ضحية لهذه الجرعة قادت به إلى الإدمان ..) ،و حكايات عن من هم قدوة للبشر؛ الأنبياء و الرسل و للاسف الشديد قد ذكروا بطريقة شنيعة من فضاعت الأفكار و الأفعال تعافها النفس السوية ويخجل اللسان و العين من قراءتها ليس لها أي منطق او فائدة او حتى عبرة من ذكرها سوى تشويه صورة افضل الاشخاص و التشجيع لقراءه على الاقتداء بهم ؛ لذا فلا نستبعد ان يدعي من زنى باخته انه اقتدى بزواج إبراهيم كما يدعون (بأخته) سارة !!–و هذا غير صحيح لان الاسلام بين ذلك جيدا و إبراهيم لم يكذب لان سارة ليست أخت إبراهيم عليه السلام من أبيه آزر الذي ولده كما فهمها قراء الكتاب المقدس بل كان يقصد من كلامه في قوله إنها أختي أي أنها أخته من أبيه الأول آدم عليه السلام و شتان بين هذا و ذاك...فكل البشر أبناء وبنات أبونا الأول آدم و كلهم اخوة منه و لا يحرم الزواج بينهم إلا طبعا ما أقر به الشرع ..-و الكتاب المقدس لم يوضح هذا اللبس بل أكد عليه و الأصح بل هو من خلقه.. و تركه و أمثاله تتخبط في عماهم الأوساط التي تحاول الاقتداء به..
- لم يتوقف التحريف الى هذا الحد بل تخطاه ليصل الى الذات الالهية وبأسلوب جد شنيع و ليعاذ بالله تعالى الله عما يصفون علوا كبيرا .... لا أرغب في الحديث عنه...
و كل هذا و السؤال الآن يا نصراني يا كريم أيضرك أن يعبد الله وحده ؟؟ !!...
...في إحدى المرات كنت أتحدث مع أحد الاشخاص عبر الانترنيت عن نبوة محمد (صلى الله عليه وسلم) و عندما حدثته انه الرسول الخاتم و انه أتى بعد المسيح و انه هو والمسيح عبدين من عباد الله مرسلين برسالة هدفها واحد..- انكر قائلا ان المسيح هو إله و الدليل انه قام بمعجزات عديدة كإحياء الموتى و إشفاء المرضى ... اجبته بنعم نحن لا ننكر ان عيسى لديه معجزات لان القرآن الكريم حدثنا بذلك ..و لكن: كل هذه المعجزات كانت بإذن الله وحده
لتعينه على تبليغ رسالته لقومه الماديين الذين كانوا لا يؤمنون إلا برؤية دليل النبوة المعجزة ..
فكل الرسل والانبياء قد أيدوا بمعجزات من الله فهل هذا يعني انهم إله أو إبن إله..!!.و إن كان انه ولد من غير اب فهذا لا يعني ان الله هو ابوه ! ، لانها كانت معجزة أيده الله بها أمام قومه أن خلق لهم طفلا من دون تدخل ذكري.. , فقد خلق من قبل طفلا من دون تدخل أنثوي كما فعل في خلق أمنا حواء ,كذلك فقد خلق الأبعد من ذلك بخلق إنسان دون تدخل انثوي وذكري معا ...كما فعل في خلق آدم عليه السلام ..فهل هنا نقول أن آدم أو حواء هم ابناء الله؟؟ !!..طبعا لا... لان الهدف من هذه المعجزات كان تبيينا فقط من الله لعباده انه سبحانه وتعالى قادر على كل شيء ليزدادوا إيمانا...,كذلك فقد برهنت له من كتابه المقدس أن عيسى يقر أن تلك المعجزات مصدرها من الله وحده كقوله: « أنا لا أستطيع أن أفعل شيئا بنفسي » (يوحنا 7نص42)...حتى ان عيسى عليه السلام لم يذكر مطلقا انه إله او ابن إله..
-عندما لم يجد رد أجابني ان الفرق بين محمد و المسيح كالفرق بين الليل والنهار فكان إجابتي مباشرة ؛أهذا ما علمك الكتاب المقدس أن تتحدث عن رسل الله بهذه الطريقة ؟؟ أما أنا فلا ؛لأن القرآن قد علمني حب واحترام و تبجيل كل الرسل ومن ضمنهم المسيح الذي كان من أولي البأس من الرسل بعد محمدا طبعا الذي قال « الأنبياء إخوة ودينهم واحد »… فهم أرسلوا ليبلغوا عن رسالة التوحيد ودين محمدا بفضل الله و عصمته أفضل من أداها...
– فكان رده أنا بالنسبة لي لا أجد ذكر محمدا في الكتاب المقدس ...
- وكانت إجابتي؛ ومن قال لك ان الانجيل و التوراة لا تذكر محمدا و لا تبشر بقدومه!! ؟؟ ..
هناك عدة دلائل عن قدوم الرسول الخاتِم محمدا و أمته في الكتاب المقدس لا تزل لم تلمسها يد التحريف و من ضمنها :
أليس الرب من وعد هاجر من انه سيجعل من ابنها إسماعيل (عليه السلام ) أمة كبيرة ( التكوين18 : 21)؟فماذا قيل عن هذه الأمة الكبيرة في الكتاب المقدس اليوم و الذي يحتوي على جميع الحقائق كما يدعون( إن لم يتخللها يد التحريف) ؟ لا شيء ! رغم ان محمدا (صلى الله عليه وسلم ) من سلالة إسماعيل عليه السلام ،و هذه الامة الكبيرة هي الامة الاسلامية .
- الرب وعد موسى بأن يبعث رسولا مثله (العهد القديم: 18نص 18) و الوحيد الذي يشبه موسى هو محمدا و النصارى يدعون أنه المسيح في حين انه لا يشبهه قط و لنكتفي بذكر سبب واحد فقط ان موسى (عليه السلام ) عبد رسول كمحمد (صلى الله عليه و سلم ) أما يسوع (عليه السلام ) رب –حسب العقيدة المسيحية- .
- في عهد يسوع إختلف الناس اختلافا شديدا في قضية بعثة يسوع :البعض قالوا إنه الرسول الموعود لموسى من طرف الرب ، أما الآخرون فقالوا انه المسيح ( إنجيل يوحنا : 7 نص 40 –41 )، مما يفهم انهم كانوا ينتظرون رسولا آخر غير المسيح، و الذي ما هو إلا محمدا (صلى الله عليه وسلم ) .
- يوحنا المعمدان ( يحي عليه السلام ) في (إنجيل يوحنا : 1 نص19 –25 )سئل عن شخصية عيسى عليه السلام ،فأجاب بأنه المسيح ، لا النبي ، و لا إيليا . من يكون إذا ان لم يكن محمدا
- بشر يسوع بمجيء ’’ فار قليط آخر’’ لكن مترجمو الكتاب المقدس أرادوا أن يجعلوا منها الروح القدس(يوحنا 14 : 15 –26) ،لكن العلماء اكتشفوا أنها تعني’’ شفيعا آخر’’ ، أي إنسان آخر و من يكون غير محمدا...
- انظروا كيف حدث المسيح عن هذا النبي الذي يأتي من بعده ( لأنه لا يتكلم بشيء من عنده ، بل يتكلم بما يسمع ، ويخبركم بما سيحدث ) (يوحنا 16 نص :13-14) ; و هذا هو الوحي الذي ينزل على محمدا ليخبر بما سيحدث و الذي نجده الآن في القرآن والسنة بما يسمى بالإعجاز العلمي و عن القيامة والبعث والنشور والحشر والصراط و الجنة والنار...لقوله تعالى: ((وَ مَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى )) ``النجم:3-4``. إن هذه النبوة لا نطبق على الروح القدس الذي هو الأقنوم الثالث في عقيدة التثليث لأنه من المستحيل أن تكون الكلمات التي ينطقها لا تأتي من عنده ،إذ ان الروح القدس إله حسب العقيدة النصرانية .
- ( الأبدي جاء من سيناء ،أشرق عليهم من سير ، سطع من جبل فاران ) ( التثنية :33نص2)
فاران أو باران كلاهما واحد هو ما ينطق عليه اليوم اسم مكة او سلسلة جبال حول مكة خاصة بذلك المكان.و هي الرسالة التي اِخْتُصَّ بها محمد صلي الله عليه وسلم ...
و قارن الآن النصوص السابقة من الكتاب المقدس مع هذه الآيات من القرآن الكريم و كيف بدأ الله سبحانه وتعالى (سورة التين) بهذا القسم: (( وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ(1) وَطُورِ سِينِينَ(2) وَ هَذَا البَلَدِ الأَمِينِ(3) )) .لقد أقسم الله سبحانه وتعالى بأماكن وحي رسالات التوحيد الثلاثة ؛القدس،جبل طور و مكة المكرمة: مهبط الوحي على عيسى و موسى و محمد عليهم الصلاة والسلام.
-من هنا وعندما برهنت لهذا الشخص المسيحي و من كتابه المقدس عن أن المسيح مجرد نبي مرسل عبد لله ككل البشر فالله لا يحتاج لابن لكي يثبت وجوده.. و أن محمدا هو الرسول الخاتم الذي بعده وبهذا ولأنه لم يجد حجة أخرى ينكر بها.. ، قطع الحوار بلا سبب ولم
يعقب .. !!. فبدل أن يواجه الحقائق و يترك لعقله وقلبه الإخلاص في البحث عن طريق الله الصحيح ترك العنان لنفسه و كبرها أن تطمس عمل العقل الذي خُلِقَه الله من اجله سبحانه لمعرفته و عبادته كما يريد هو لا كما نريد نحن لأنه المنزه سبحانه عن الشهوات ...و هذا أول و اخطر باب من أبواب الشيطان (الكبر عن قول الحق عندما تدركه أنفسنا ) و الذي أخرج به إبليس نفسه من الجنة بقوله أنا خير منه..،و الذي جعل فرعون يطغى على موسى ويقول أنا ربكم الأعلى ....نسأل الله له الهداية و لجميع البشر من الكبر..
إني أود أن أقول شيء ؛ إن المسلم عندما يناقش مع غيره دينه فهو لا يبحث في هذا على مهاجمة الآخر لأن له الغلبة بأن له القرآن المعجز ...لا..فالإسلام ليس ملكا للعرب وحدهم او للمسلمين بل هو دين الله الوحيد للبشر كلهم ، الذي يوجههم و يحميهم من أنفسهم و الآخرين؛ بالعدل والحب ، ولهذا فالله أمرنا نحن المسلمين ليس بالتعالي عليكم بديننا او بإغاظتكم كما يفهمها البعض للأسف بل و فقط بتبليغكم رسالة و دين الله لكم البلاغ المبين و من ثَمَّ فانتم أحرار لان الله هو الذي عليه الحساب يوم القيامة للمؤمن والكافر و مادمنا في الدنيا فالسلام بيننا ما لم نُحَارَبْ في ديننا أو مقدساتنا أو أرضنا...
و السلام على من اتبع الهدى...
إن كل هذه المقدمة كانت فقط لأكتب عن تبشير سيدنا المسيح ( عليه السلام ) بسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) في إنجيل برنابا و كيف كان وصفه له بطريقة جد دقيقة ...و التي أسأل الله أن يقرأها كل العالم لا أهل الكتاب فقط..
بشارة إنجيل برنابا:
"لقد وجدت نسختان من إنجيل برنابا في أول القرن الثامن عشر وهما نسختان أسبانيتان وقد فُقدتا ، إذا كان المتعصبون من النصارى يتلفون كل ما عثروا عليه من هذا الإنجيل وغيره من الأناجيل التي تعدها الكنيسة غير قانونية ، وأما النسخة الأخرى فهي باللغة الإيطالية القديمة وكانت في خزانة كتب (الفاتيكان)فسرقها منها راهب اسمه (مرينو)في أواخر القرن السادس عشر ويظن أنها النسخة الموجودة الآن في خزانة كتب بلاط (فينا) وقد ترجمت هذه النسخة بالإنجليزية في هذا العصر فسعينا إلى ترجمتها بالعربية سنة 1325هـ وطبعناها طبعاً دقيقاً في مطابع المنار"(64)
"اعلم يا برنابا أن الذنب وإن كان صغيراً يجزي الله عليه لأن الله غير راض ٍ عن الذنب ، ولما اكتسب أمي وتلاميذي لأجل الدنيا سخط الله لأجل هذا الأمر وأراد باقتضاء عدله أن يجزيهم في هذا العالم على هذه العقيدة غير اللائقة ليحصل لهم النجاة من عذاب جهنم ولا يكون لهم أذية هناك، وإني وإن كنت برياً لكن بعض الناس لما قالوا في حقي أنه الله وابن الله كره هذا القول واقتضت مشيئته أن لا تضحك الشياطين يوم القيامة مني ولا يستهزئون بي، فأراد بمقتضى لطفه ورحمته أن يكون الضحك والاستهزاء في الدنيا بسبب الموت يهوذا ، ويظن كل شخص أني صلبت لكن هذه الإهانة والاستهزاء تبقيان إلى أن يجيء محمد رسول الله فإذا جاء في الدنيا ينبه كل مؤمن على هذا الغلط وترتفع هذه الشبهة من قلوب الناس "(65)
"وجاءفي الفصل الثاني والسبعين من هذا الإنجيل أن المسيح أخبر الحواريين أنه سينصرف عن هذاالعالم ثم قال :
(7)فبكى حينئذٍ الرسل قائلين : يا معلم لماذا تتركنا ، لأن الأحرى بنا أن نموت من أن تتركنا(8 )أجاب يسوع : لا تضطرب قلوبكم ولا تخافوا .(9 )لأني لست أنا الذي خلقكم بل الله الذي يخلقكم يحميكم.(10 )أما من خصوصي فإني قد أتيت لأهيئ الطريق لرسول الله الذي سيأتي بخلاص للعالم .(11 ) ولكن احذروا أن تغشوا لأنه سيأتي أنبياء كذبة (66) كثيرون يأخذون كلامي وينجسون إنجيلي .(12 )حينئذٍ قال اندراوس :يا معلم اذكر لنا علامة لنعرفه (13)أجاب يسوع : أنه لا يأتي في زمنكم بل يأتي بعدكم بعدة سنين حينما يبطل إنجيلي ولا يكاد يوجد ثلاثون مؤمناً .
(14) في ذلك الوقت يرجم الله العالم فيرسل رسوله الذي تستقر على رأسه غمامة بيضاء ، يعرفه أحد مختاري الله وهو سيظهره للعالم.
(15) وسيأتي بقوة عظيمة على الفجار ويبيد عبادة الأصنام من العالم.
(16)وأني أسر بذلك ، لأنه بواسطته سيعلن ويمجد الله ويظهر صدقي .
(17) وسينتقم من الذين سيقولون أني أكبر من إنسان .
(18) الحق أقول لكم :إن القمر سيعطيه رقاداً في صباه .
(19) فليحذر العالم أن ينبذه لأنه سيفتك بعبده الأصنام .
(20) فإن موسى عبد الله قتل أكثر من ذلك كثيراً ، ولم يبق يشوع على المدن التي أحرقوها وقتلوا الأطفال
(21) لأن القرحة المزمنة يستعمل لها الكي .
(22) وسيجيء بحق أجلي من سائر الأنبياء وسيوبخ من لا يحسن السلوك في العالم .
(23) وسيحيي طرباً أبراج مدينة آبائنا بعضها بعضاً .
(24) فمتى شوهد سقوط عبادة الأصنام إلى الأرض ، واعترف بأني بشر كسائر البشر .فالحق أقول لكم : إن نبي الله حينئذٍ يأتي .
وجاء في الفصل السادس والتسعين من محاورة بين المسيح ورئيس كهنة اليهود :أن الكاهن سأله عن نفسه فأجاب بذكر اسمه واسم أمه ،وبأنه بشر ميت ثم قال الإنجيل ما نصه:
(3) أجاب الكاهن : إنه مكتوب في كتاب موسى أن إلهنا سيرسل لنا مسيّا الذي سيأتي ليخبرنا بما يريد الله ، وسيأتي للعالم برحمة الله.(4) لذلك أرجوك أن تقول لنا الحق هل أنت مسيا الله الذي ننتظره؟(5) وأجاب يسوع: حقاً أن الله وعد هكذا ولكني لست هو ،لأنه خلق قبلي وسيأتي بعدي (67).(6) أجاب الكاهن : إننا نعتقد من كلامك وآياتك على كل حال أنك نبي وقدوس الله .(7) لذلك أرجوك باسم اليهودية كلها وإسرائيل كلها أن تفيدنا حباً في الله بأية كيفية سيأتي مسيا؟(
فأجاب يسوع : لعمر الله الذي تقف بحضرته نفسي.(2) أني لست مسيا الذي تنتظره كل قبائل الأرض كما وعد الله أبانا إبراهيم .(3) قائلاً : بنسلك أبارك كل قبائل الأرض .(9) ولكن عندما يأخذني الله من العالم سيثير الشيطان مرة أخرى لهذه الفتنة المعونة بأن يحمل عادم التقوى على الاعتقاد بأني الله وابن الله (10) فيتنجس بسبب هذا كلامي وتعليمي حتى لا يكاد يبقى ثلاثون مؤمناً(11)حينئذٍ يرحم الله العالم ويرسل رسوله الذي خلق كل الأشياء لأجله (12) الذي سيأتي من الجنوب بقوة وسيبيد الأصنام وعبدة الأصنام (13)وسينتزع من الشيطان سلطته على البشر وسيأتي برحمة الله لخلاص الذين يؤمنون به(15) وسيكون من يؤمن بكلامه مباركاً.
ثم قال في الفصل (97)ما نصه :
(1)ومع أني لست مستحقاً أن أحل سير حذائه قد نلت نعمة ورحمة من الله لأراه (2)فأجاب حينئذٍ الكاهن مع الوالي والملك قائلين لا تزعج نفسك يا يسوع قدوس الله لأن هذه الفتنة لا تحدث في زمننا مرة أخرى لأننا سنكتب إلى مجلس الشيوخ الروماني المقدس بإصدار أمر ملكي أن لا احد يدعوك فيما بعد الله أو ابن الله (4)فقال حينئذٍ يسوع : إن كلامكم لا يعزيني لأنه يأتي ظلام حيث ترجون النور(5) ولكن تعزيتي هي في مجيء الرسول الذي سيبيد كل رأي كاذب فيّ وسيمتد دينه ويعم العالم بأسره لأنه هكذا وعد الله أبانا إبراهيم (6)وإن ما يعزيني هو أن لا نهاية لدينه لأن الله سيحفظه صحيحاً.(7)أجاب الكاهن : أيأتي رسل آخرون بعد مجيء رسول الله ؟(
فأجاب يسوع : لا يأتي بعده أنبياء صادقون مرسلون من الله (9)ولكن يأتي عدد غفير من الأنبياء الكذبة وهو ما يحزنني (10)لأن الشيطان سيثيرهم بحكم الله العادل فيتسترون بدعوى إنجيلي .(11)أجاب يسوع : من العدل أن من لا يؤمن بالحق لخلاصه يؤمن بالكذب للعنته (13) لذلك أقول لكم : إن العالم كان يمتهن الأنبياء الصادقين دائماً وأحب الكاذبين كما يشاهد في أيام ميشع وأرميا (1)لأن الشبيه يحب الشبيه (13)فقال الكاهن حينئذٍ: ماذا يسمى مسيا؟ وما هي العلامة التي تعلن مجيئه ؟(14)أجاب يسوع : إن اسم مسيا عجيب، لأن الله نفسه سماه لما خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي (15)قال الله:اصبر يا محمد لأني لأجلك أريد أن أخلق الجنة والعالم وجماً غفيراً من الخلائق التي أهبها لك ، حتى أن من يباركك يكون مباركاً ، ومن يلعنك يكون ملعوناً (16)ومتى أرسلتك إلى العالم أجعلك رسولي للخلاص وتكون كلمتك صادقة ، حتى أن السماء والأرض تهونان ، ولكن إيمانك لا يهن أبداً (17)إن اسمه المبارك محمد.(18) حينئذٍ رفع الجمهور أصواتهم قائلين: يا الله أرسل لنا رسولك ، يا محمد تعال سريعاً يا الله أرسل لنا رسولك ، يا محمد تعال سريعاً لخلاص العالم "(68)
إنجيل يوحنا الإصحاح (14-26) والعهد الجديد 143(69).
وقال يوحنا التلميذ :" إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي وأنا أطلب من الأب أن يعطيكم فارقليطاً آخر , يثبت معكم إلى الأبد و الحق الذي لم يطق العالم أن يقتلوه لأنهم لم يعرفوه ، ولست أدعكم أيتاماً لأني سآتيكم عن قريب " (70)والعهد الجديد 143 (71).
وقال أيضاً :" إذا جاء الفارقليط الذي أبي أرسله روح الحق الذي من أبي وهو يشهد لي ، قلت لكم هذا ، حتى إذا كان تؤمنوا به ولا تشكوا فيه " (72)والعهد الجديد 144(73).
وهذا اللفظ ، لفظ( الفارقليط ) في لغتهم ذكروا فيه أقوالاً :
قيل أنه الحماد ،وقيل أنه الحامد، وقيل أنه المعزي ، وقيل أنه الحمد ورجح هذا طائفة،وقالوا الذي يقوم عليه البرهان في لغتهم أنه الحمد والدليل عليه قول يوشع :" من عمل حسنة تكون لـه فارقليط جيد " أي حمد جيد .
ومن قال معناه ( المخلص ) فيحتجون بأنها كلمة سريانية ومعناها المخلص ، وقالوا : هو مشتق من قولنا (راوف) ويقال بالسريانية ( فاروق ) فجعل فارق . قالوا ومعنى ( ليط) كلمة تزاد والتقدير كما يقال في العربية رجل هو ، وحجر هو ، وبدر هو ، وذكر هو . قالوا : وكذلك يزاد في السريانية ( ليط) .
والذين قالوا: هو المعزي . قالوا : هو في لسان اليونان ( المعزي ) ،ويعترض على هذين القولين بأن المسيح لم تكن لغته سريانية ولا يونانية ، بل عبرانية (74).
ويقول البروفيسور عبد الأحد داود(75) :
( البرقليطوس ) ليس ( المعزي ) ولا ( الوسيط ) والمسيح لم يستخدم كلمة ( باركالون – Parakalon ) اليونانية قطعاً .
وإن كلمة ( برقليطوس ) تعني من الناحية اللغوية البحتة ( الأمجد والأشهر والمستحق للمديح ) وقد ورد ذلك في القاموس اليوناني .
والاسم مركب من مقطعين ، الأول (Per) والثاني (Kleitos) مشتق من التمجيد والثناء ويكتب (Periqlytos أو Periqleitos) مما يعني تماماً اسم أحمد باللغة العربية , أي أكثر ثناءً وحمداً .
فليس هناك أدنى شك أن (محمد) أو ( أحمد ) هو المعني بكلمة ( البرقليط ) فالاسمان متطابقان في اليونانية والعربية وكلاهما بمعنى الأشهر والأحمد تماماً(76) .
على الرغم من تحفظ المسلمين على صحة الكلام الموجود بالكتاب المقدس ، وعلى الرغم من اعتقادهم الراسخ أن يد التحريف والتبديل قد جعلت بعض أشقياء العاملين بشؤون الدين في العصور الماضية تبدل وتحرف كلام الله من مواضعه ، إلا أن بعض محتوى التوراة والإنجيل لا يزال صحيحاً ، إنّ مثلهم في ذلك مثل من يحرف أو يبدل في نصوص عقد أو وثيقة.
ليس من الضروري أن نتصور أن المحرف المبدل قد بدل وحرّف بعض الكلام فحسب(77)، فالنصوص السابقة نجد فيها دلالة واضحة على البشارة به على الرغم من تحريفها .
مثال ذلك،قول عيسى :" وسوف أطلب من الأب وسوف يعطيكم برقليطوس آخر يبقى معكم إلى الأبد "(78) يقول البروفيسور عبد الأحد داود: " يلاحظ التفكك في هذه العبارة من إنجيل يوحنا المنسوبة إلى عيسى المسيح إذ توحي بأن ( برقليطاً ) أو برقليطات قد جاؤوا في السابق وإن (برقليطاً) آخر سوف يأتي بناءً على طلب عيسى .. ومن المؤكد أن النص قد تعرض للتشويه فهو يدعي أن الأب سوف يرسل ( البرقليطوس ) بناءً على طلب المسيح وإلا فإن البرقليطوس لن يأتي؛ مما يدل على أن كلمة ( أطلب ) مصطنعة أيضاً لأنها تظهر بصورة كاذبة لمسة من الوقاحة من جانب المسيح ، وإذا أردنا أن نجد المعنى الحقيقي لهذا النص فعلينا استبعاد التحريف منه ليصبح كما يلي : " وسوف أذهب إلى الأب وهو سيرسل لكم رسولاً آخر سيكون اسمه البرقليطوس ويبقى معكم إلى الأبد"، وبهذا الشكل يعود تواضع المسيح الذي عرف عنه كما يتحدد البرقليطوس بشكل واضح )(79).
منقول