سَلِ الثُّـوارَ ثَمَّةَ مـا دَهـاكُم *** وَكَيف الخوفُ لم يُعثِر خُطاكُم
وكيف القلبُ قد أمْسى شُجاعًا *** فأرْدى اللهُ ما ضربت يـداكُم
وكيف الذئبُ لَم يَبقى مُـرِيعًا *** ونَبْحُ الكلبِ نَبْحًا مـا نَهاكُم
وكيف الظلمةُ السَّـودَا تَبَـدَّتْ *** وحَطمتم جـدارًا قد عَـلاكُم
وكيف وكيف يا خيرَ الرجـالِ *** أجيبـوا بالَّذي أَزْرَى عِـداكُم
ـــــ
ألا يا ســـــــــــائلا عـن ثـورتــــــــي لا ***يسـاعدُني تَعَجُّبُكم كَـفاكُم
كفاكم مـا عَجِبتم في ثَلاثيــ *** ـنَ عَاما في الهوانِ فَمَا جَـزاكم!
فـأمَّا الذِّئبُ قـد خـاف الزئيرَا *** فتلك الأُسْـدُ حـاميةٌ حِمَاكُم
وإنَّ الأُسْـدَ قـد غُلَّت طَـويلا *** أنَمْتُمْهُم وأرضـاهم رِضَـاكُم
وَباتَ الصقرُ عنـدَ القـاعِ يَسْعى *** وغِـرْبانٌ أَهَـلَّتْ فِي سَـمَاكُم
وباتَ الطُّهـرُ مَثْـلَبَـةً تُعـابُ *** وقَـوَّادون سـادوا في قُـراكم
وَطَبَّـالٌ تَـحَكَّمَ فـي البَـرايا *** ورَقَّصَ في المجـالسِ مَـنْ خَزاكم
ودَجَّـالٌ يُـحَذِّرُكم عَفـاريـ *** ـتَ تَرْقُبُكُمْ وَتَنْخُرُ فِي عُرَاكُمْ!
وكُـذِّبْتُمْ وأنتـمْ صَـادِقِيـنـا *** وحُقِّرتـمْ وأنتُـمْ فِي عُـلاكم
وخُـوِّنتُـمْ وأنتـمْ ذو وفــاءٍ *** وسُـرِّقْتُـم بِبَعضٍ مِنْ عَطاكم
وَسُفِّهْتُـمْ بِذِكْـرِكُمُ الْمَعـالـي *** وإنْ تُطْرُوا المخَـازيَ فَهْوَ ذَاكم
فإنَّ مُبــاركًا فَـطِنٌ حكـيـمٌ *** وأَبصـرَ فِي تخـاذلِكم هَنـاكم
ويشكو البـاكِيـاتُ جفـاءَ قلبي *** ورَبِّـي بَل مبـاركُكم جَفَاكم
فسَعْدُ الديـنِ قَـدْ حَمَلَ اللِّـواءَ *** وَقـادَ الجنْـدَ كي يحمي ثَراكم
ورَامِـي الجيـشِ ذا عَبْـدُ الحليمِ *** أنـالتْـكُم مـدافـعُه مُنـاكم
فَأمَّـا السَّعْدُ قَـدْ أمسى سَجينـًا *** فَتَبـًّا لِلَّذِي أخـزى أبــاكم
وأمَّـا الْمِـدفـعُ الْمِغْـوارُ بِيعَا *** بِلا ثَـمـنٍ كما بِيعتْ دِمَـاكم
ألا يـا سـائلي ذَرْنـِي وحيـدًا *** فإنَّ القهرَ دَهْـرًا قـد عَمـاكم
فـلا تعجـبْ لأنَّ الخـوفَ زالَ *** فإنَّ الخـوفَ دَهْرًا مـا وَقـاكُم
كَفـاكُمْ أكلَكم دَاءً خبيــثًـا *** فَقَـد أدمـى طَعَامُهُمُ حَشَـاكم
ومـاءُ النيـلِ ذا مَـا عَادَ يَرْوِي *** وَبَـات الـداءُ يَرتـَعُ في كُلاكم
وإعـلامٌ تَقَــوَّى بالغَـوَانـي *** وكُنَّ الضَّارِبـاتِ على قَفـاكم
رَضِيتُم بـالبَغـايـا واعظـاتٍ *** وَصِـرْنَ المـاثِلاتِ على رُبَاكُم
ونـَحَّيتُم حـرائـرَكُم لكي لا *** يَنَلْنَ مِنَ البـَلايا مـا كَواكُم
وأصبحتِ المـراقصُ مـا يَمِيـزُ *** بِـلادَكُمُ الَّتِي طَلَبَتْ حَيـاكم
ــــــــ
أعـاذلُ قَـدْ قسوتَ عَلَى أخِيكَا *** فَمَهْلا إنَّ ذا عُمْـرِي فِـدَاكم
وَإِنَّـا لَـمْ نَخُـنْـكُمْ إلا أَنَّـا *** أَنَّـامُونَـا فَلَمْ نَفْهَمْ حِجَـاكم
وَلَـمْ نَأْنَـسْ بِغَيرِ اللَّيلِ يَـومًـا *** فَـأَنْكَرَتِ الْعُيونُ سَنَـا ضِياكم
أعَـاذِلُ لا تَـلُمْنِي بَعْدَ يَـومِي *** فَقَدْ بَـارَكْتُ نَصْرَكُمُ هُنَـاكُم
وقد أَدركتُ أن النَّكصَ ذَنْـبٌ *** وَأَنِّي لَن أُهـادِنَ مَـنْ رَمـاكم
ألا يا قـاتِلِي الشُّهَــداءِ مَهْلا *** ولا تبكـوا فمـا يُغْنِي بُكـاكم
فـإنَّ لنـا حيـاةً في القصاصِ *** وإنَّ حيـاةَ مِصْـرَ لَفِي فَنَـاكم
ولـنْ نَرضَى بَقَاياكُمْ رُؤوسًـا *** ولـنْ نَرْضَى بِحَرَسٍ قَدْ حَمـاكم
ولـنْ نرضى ببعضٍ مِنْ فُتَـاتٍ *** فَمـا عُـدْنَـا عَبيدًا في فِنَـاكم
ألا يـا ثـائر التحريـرِ صَبرًا *** فنصـرُ اللهِ مَعْكُم مَـا قَـلاكم
ألا يـا زائـرَ التحريـرِ لَبِّـي *** فَقَدْ رَفَـعَ الْقَوَاعِدَ ذِي فَتَـاكُمْ
منقول